الخميس، 7 يناير 2010

ليلة باردة وحلم ضائع

كنت ارتشف كوبا من الشاي، في إحدى ليالي كانون الأول القارصة البرودة، وألاعب ابنة عمتي التي أتمت ربيعها الأول قبل أسبوعين، كان ذلك في بيتهم، ولا تكاد حجرة التلفاز تخلو من ضحكات هذا وهمسات تلك! ولا تخلو أيضا من تعليقات زوج عمتي ( أبو احمد ) الذي كان يحب أن يبدي رأيه، خاصة في المسلسلات التركية، ثم وبلا مقدمات، توقف الكلام ورنات الجوف في الحلق، وخشعت الأصوات والضحكات معا، ولم ينبس أحد ببنت شفه، وخيم صمت رهيب على المكان.

كنا قد سمعنا هذا الضجيج البارحة، ولكننا لم نتخيل ولو لبرهة، أن ترجع عقارب الساعة أربعا وعشرين ساعة للوراء.

- كل شيء متوقع بالنسبة لي، ما هز سمعكم هم قنبلة صوت، هكذا وبكل بساطة، قلت لعمتي أم أحمد.

- أليس موعد جنود الاحتلال وخفافيش الظلام الساعة الحادية عشر ليلا، والساعة الآن الثامنة والنصف، احد الجيبات العسكرية على بعد مئة متر من هنا، يجب أن تنام عندنا الليلة .

أجبتها بأن لدي الكثير مما يجب إنجازه، لا سيما دراسة بعض قواعد اللغة الفرنسية، لا بد أن أذهب الآن.

وإذ بها تقول لي انتظر قليلا صوت سيارة قوي يقترب نحونا، قلت لها إنها سيارة أجرة ستكشف لي الطريق الذي سأمر منه إلى بيتي، خرجت من بيت عمتي أم أحمد، وإذا بالسماء تمطر قنابل مضيئة، وزخات الرصاص تملأ المكان، وتذكرت نصيحة زوج عمتي أبو احمد: امش بسرعة وكن حذرا، لم يكن صوت الرصاص وحده الذي يملأ المكان، بل كان هناك صوت آخر، هو صوت الكلاب التي تنبح، خاصة عندما تشم رائحة البارود من رشاشات ام 16، التي يحملها جنود الاحتلال.

وفي الطريق إلى المنزل، إحدى السيارات غيرت طريقها، واتجهت نحوي، أدركت عندها أن الشارع المقابل مليء بجنود المشاة، ودوي الرصاص ينطلق من البنادق من نفس الشارع، وبعد برهة كنت في البيت.

لكن أين أخي؟ لقد شاهدته قبل العشاء مع أصحابه في إحدى شوارع القرية، سارعت بسؤال أبي وأمي عنه، قالا لي انه خرج ولم يعد.

لكن أين هو الآن وسط هذه المعركة ؟ التي ليس فيها إلا عسكر واحد، هو عسكر الاحتلال، أجابتني أمي لا بد أنه في بيت عمك جمال – أبو محمد - اتصلت بهم على الفور، أجابني أحدهم بأنه ليس عندهم، لكن أين هو ألان؟ جواله مغلق، حاولت الاتصال به مرة تلو المرة

غرفتي تطل على الشارع وهي مرتفعة عن بناء البيت، واصعد إليها عبر الدرج، وتقع على الشارع الذي يصل بيتنا بالشارع الرئيسي، وهي في نفس الوقت مقابلة لمستوطنة ألون موريه.

صعدت إلى الغرفة وإذ بجنود المشاة يجوبون الشارع أمامي، كل واحد عن اثنين في الحجم، إذ كان الواحد منهم يحمل وزنه ومثله معه عتادا وأسلحة، لكن ما السبيل ألان إلى إعلام أخي بوجودهم ؟ حاولت الاتصال به مرة أخرى، حتى أجابني أخيرا، كان ما يزال في الشارع، وكنت اسمع دوي الرصاص يدق في أذني عبر الجوال، أخبرته بأن يتجه إلى بيت عمي، لان شارع بيتنا والشارع المقابل مكتظ بالمشاة من جنود الاحتلال، وإذا بأحدهم ينادي ويصرخ لقد جئت ..

وانقطع الاتصال مع صوت رصاص يدوي في الأجواء، لم يكن صوت أخي الذي انطلق مع الرصاص، ربما كان صوت احد المستعربين المرافقين للجيبات العسكرية، اتصلت ببيت عمي، وسألتهم بأن ينام شقيقي عندهم، وبأن لا يعود حتى الصباح، ونام في بيت ابن عمي.

رن هاتف المنزل، إنه احد الأقرباء من حي الضاحية التي تكشف القرية ، أخبرنا بالعدد الهائل من الجيبات التي تجوب القرية، وأنهم يسمعون صوت دوي الرصاص بوضوح، أرادوا الاطمئنان فحسب، وكذلك أراد أحد أخوالي بعد خمس دقائق من الهاتف الأول.

لقد فكر والداي كثيرا في أمر الغرفة، وقالا لي: يجب أن لا تنام في غرفتك الليلة، لأنها مكشوفة تماما أمام المستوطنة، أجبتهما بأنها غرفتي وفيها أنام وفيها ألاعب أختي الصغيرة – أمل ابنة الخمس سنوات – وفيها ادرس، وفيها أمارس هواياتي عبر الكمبيوتر، وفيها حياتي كلها، أأتركها بهذه البساطة لأنام في غرفة أخرى؟! مهما يكن من أمر هي وطني المصغر الذي يعيش في قلبي .. ونمت تلك الليلة وأنا أحلم بأن أصبح على وطن، تصبحون على وطن.

المصدر

http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5489

عاشق ... إلى ما أبعد من الجنون

عندما يسحبني الجنون إلى مقصلة هواك، لتنفيذ حكم العاشقين، في أمثالي ممن يهلكهم الهوى دائما.

سأعترف عندها بأن من تقدموا ليهيموا في حكم العاشقين قبلي، كانوا أبرياء، لم يصلوا إلى جنوني حتما بك من تملكين قلبي.

كان جنونهم، حمقا وغباء، ليس جنونا... غباء العاشقين، عذرا للجنون

لأنهم عشقوا، لكن بدرجة عهدها العشق دائما

أما قلبي المملوء برسم الورود من عينيك وهما تهمسان على صفحات جسدي لتخترق قلبي أجمل اختراق، فقد عشقك... هام بك لدرجة لم يكن يتخيلها العشق، لدرجة يأس فيها العشق من أن يأتي غيري ليسميه عاشق بجنون.

سأعترف عندها بأن العشق لم يبك مع عاشق قط كما فاضت عيناه إشفاقا بي وبقلبي، لم يختبر حبا صادقا يحرك الروح كما اختبر حبي لك.

سأعترف عندها، بأني لم أذب يوما إلا في عذوبة نسمات روحك، معنى الغرام علمتني إياه همسات أناملك الرطبة بالهوى، علمتني إياه سهام حريرية من نظرات عيونك التي لطالما سحرتني بألوان الجنون.

سأعترف بأني عشقتك حتى الألم هل سمعت قط بألم يقول لأحدهم : أرجوك أشفق علي منك آلمني عشقك لها كثيرا.

سأعترف وأعترف

حتى إذا ما جاءت اللحظة التي تهيم فيها روحي بصمت أبدي اقترب مني دفء من الحنان أدندن مع أنغام خطواته ليهمس لي بهدوء المعتذرين : أنا الجنون، فهل تقبل اعتذرا مني؟

لأن اسمي " الجنون " لم يرق يوما إلى درجة عشقك لأكون معه.

فهل عرفت تلك الزهرة مقدار عشقي لها !!!

آمل أن تكون رسائلي مع رياح الهوى قد وصلت إليها، لعلها تنقذ عاشقا من مقصلة هواها

المصدر

http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5488


ما أكذب العـــــــــاشقين !!! ... فهل تصدقين ؟؟؟


ما أكذب العـــــــــاشقين !!! ... فهل تصدقين ؟؟؟

شـــــكرا لك أيها القدر...
فـــأنت الذي جعلتني اعرف طبيعة البـــشر،
أنت الذي نزعـــت أقنعة الخداع
فهذا الشكر لا يكون بمختصر ....
شكرا لــــك أيها القدر ....
_____________________
ســــنوات مضـــت كأنها ثواني
لا وعد ولا لقيا لكنك تخفق يا فؤادي


سنوات مضت كأنها أحلام
كـطيف جميلٍ لكنها أوهام
أحـــقا نسيتِ لقــائنا الأول ؟؟؟
نعم
!!
فيا أسفاه على عشقٍ تحول

مـــــــــا أكذب العاشقين .... فهل تصدقين؟؟


أتذكرين أيامنا تحت ضوء القمر؟؟
عندما قلت لك احبك بعدد حبات المطر
أتذكرين أحاديثك والوعود

عجباً!!
فإني أظنه ماضٍ لن يعود
مـــــــــا أكذب العاشقين .... فهل
تصدقين؟؟

تركتني وحيدا في قلبك ( الكمين
(
جردتني من كل الحب والحنين
ألا تشعرين؟؟؟
ألا تحلمين؟؟؟
مـــــــــا أكذب العاشقين .... فهل
تصدقين؟

تعبت عيناي من الانتظار
نعم،وقد اتخذت القرار ...
أنـــتي .... مجرد حبر زائف كتب على صفحاتي
أنتي مجرد جرح عانيت منه طوال حياتي

أرجـــــــوكِ
من اليوم ابقي بعيدة عن أحلامي
نعم أحلامي ....
أحلامي التي دمرتها بلا إمعان
ســــأجمع أحلامي من جديد
لن أنتقم منكِ .... فهذا لا يُفيد

هـــذا هو حبكِ .... حبكِ الذي كان عن قلبي بعيد

فمـــــــــا أكذب العاشقين .... فهل
تصدقين؟؟

المصدر
http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5462

طفلٌ يتكلم..!!..


عندما تنطلق الآهات من قلب طفل من المفروض انه لا يعرف طعم الألم بعد، عندما يبكي دموعا كما يبكي الرجال، عندما يصف حزنه كما يصف الحزنُ نفسه، عندما يتكلم عن ألمه ولا يجد من يسمعه، عندما يبكي أبيه الذي استشهد وهو يوصيه بأمه، أو يبكي أمه التي استشهدت وهي توصيه بأبيه ...وربما يبكيهما كلاهما عندما استشهدا وهما يوصيانه بوطنه وأقصاه...

عندما يكبر قبل أوانه ودون أن يرى نفسه طفلا..عندها يطلق كلمات قد نحسبها هذيان، ولكنه يطلقها مع صرخات ألمه، وحسرته على طفولته التي دهسها قطار الزمان، هذا لأنه ذاق طعم الرجولة قبل أن يعرف ما هو طعم الطفولة، يصرخ قلبه:

لان البسمة لا توهب

سأعجن كل أفراحي

بلحم الغضب

أنا الشبل الفلسطيني

أنا المطل على سهل من القش والطين

أنا الضائع

بين ذكريات ماضٍ

وآهات حاضر يصر أن ينفيني..

أنا من قُتل الحب باسمه

حتى

قبل أن يعرفه قلبي..

ثم كبرت

كبرت، وكبر معي همي

وقبل أن افهمها

غيرت لي وجهها الأشياء

وبدت، وحشا من الأشلاء

يطاردني في الأرض والسماء

وأكون ليلى ويكون الذئب....

أنا الفارس الفلسطيني

أقول لكم

رأيت الكرامة العربية في سوق الذل تباع...

رأيت الفارس العربي في متاهات الحلم قد ضاع..

يحاول أن يلملم شهامته

ويجد نفسه، في قاعٍ بلا قاع..

وتريدون أن اصفح..

كيف أصفح

وقلبي الوديع قد تجرح

وأصبح جمرة تشع الغضب...

كيف أصفح..

عن ذئاب قتلت وبالغدر السباع

عن من تركوني فريسة للضباع...

وتريدون أن اصفح ..

لن أصفح

وسأقلب صفحة التاريخ

وتاريخ جديد سوف افتح..

تاريخ انتصاري وانهزامهم..

تاريخ عزي وذلهم...

تاريخ مجدي وانعزالهم...

تاريخي..

ليس تاريخ من ترك الربابة

بالجرح تصدح ..

لن ولن اصفح...

المصدر

http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5458

صفحة من مذكرتي

حينما يستيقظ الكون

أفيق على رائحة القهوة و زقزقة العصافير

لأبدأ يومي من جديد أحاول أن اجعله " إنجاز "

حتى لا يختفي من ذاكرتي كباقي الأيام

أحاول أن أفتش في زوايا أيامي عن الأمل و الأمان

و لكني أتذكر دوماً ذاك

ذاك المكان ... تنتشر فيه رائحة الطين

الخوف يتعشعش في زواياه

أثواب باليه ... أقدام حافية ... نظرات حزينة ... دموع منهمرة ...

تقودني قدماي هناك دوماً

أشعر أنني غريبة على ذاك المكان لكنه حفر في ذاكرتي

العيون ترمقني ... و الأصابع تُشار باتجاهي ... و كأنني مخلوق غريب هبط من الفضاء

أحاول أن أتعايش مع أفراد ذاك الحي لكنني أشعر دوماً بالإحباط و الفشل

أتجول بين زقاقه و ثناياه ... أشعر بأن جدرانه تروي قصص ساكنيه

أم مثقله تبحث عن لقمة عيش لصغارها

و أطفال صغار يعبثون بمخلفات القمامة لعلهم يجدون شيئاً يسد رمق جوعهم

و بيت متهرئ يكاد يسقط على من فيه

كلما اقتربت شيئاً أشعر باغتراب أكثر و كلما كلمت من في الطريق أشعر بالخجل من نفسي

أشعر بالحزن على أولئك و هؤلاء ...

أشعر بالألم يفطر قلبي ....

تقدمت قليلاً من فتى وأمه كان يجلسان على قارعة الطريق ....


و أخرجت من جيبي قطعة حلوى

مددت يدي إلى ذاك الفتى الذي ما زالت صورته في مخيلتي

لكن الأم تنظر إلي و كأنها تعاتبني

لم أفهم نظراتها و تواريت خجلاً و خرجت مسرعة من هناك

حتى ابتعدت عن ذاك الحي و أستفيق من الذكرى مجدداً و أحاول أن يكون يومي جديد و مختلف عن سابقه

المصدر

http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5419


شقاوة الحب

طفل ٌ أنا

وشـَقاوتي في الحب أمرٌ جائزٌ

وحبيبتي مثلي شقيّةْ

ولها _ كمثلي _ أحرف وَضّاءة ٌ

فيها أذوبُ وأختفي

لكنها عنّي عَصِيَة ْ

لي في هواها قصة ٌ

ستـُخلّد ُ الدنيا المحبة َ

شـَانـُها ورْدٌ وأقمار ٌ

على مـَرِّ العصور بهيةْ

يوم التقينا لم أكن ْ

أدري بأن الشّمس َ توْأمها

وبأنها حورية الأرضِ الأميرية ْ

وصَمتَّ دهراً

ثمّ صُمتُ عن الكلام ِ

فأزهرتْ بشفاهها

وتأنقتْ بحروفها

وتبسّمتْ

فتكسّرتْ كـَلّ الحصون ِ

وأوغلتْ فيَّ

وذَكرتُها وجْه َ السّماء ِ

شقائقُ الزهـْر ِ المعطّرِ بالندى

يومَ البـُكا

هـُنْ دمعتان ِ وليس أكثرْ

لكنّها مِلحُ الحياة ِ

ومعدني

دفئي البهيُّ

ومأمني

أوْقـفتُهُنّ على فمي

يا ليتهنّ تَصَبّرا

فحكايتي فيهنّ حية ْ

وبَراءَةُ الأزْهار ِ مثل ُ حبيبتي

عـِطرٌ زكيٌ عابق ٌ

يَختالُ إنْ مَرّ النّسيم ٌ عليه ِ حيّا

أو إنْ تـَهاوى بُلبل ٌ

بين الزهورِ مغازلاً فيها حَـيِيّا

هـُن مثلها

لكنّ زهرتيَ النديّة ْ

عصفورها قلبي

وديدنها هواي َ

وعشها شَفةُ الحروف ِ

لآلئ ٌ ماسـِيّة ْ

قدْ عـِشـْتها

هي َ طفلتي ..

وأنـَا لها

يا ربّ فاجمعنا سويّا

المصدر

http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5418

تقولين من أنت

تقولين من أنت
إنّي أنا البحر


أَحملـُني تحت موج ِ الحروف ِ
وأُرسلني شاطئ َ الوجد ِ
نحوك
أكتبني فوقَ رملك شِعرا
وأزرع بين الزهور فؤادي
لـِيَنبت عشقا
كما ترتضينَ
وأهديكِهِ عَسْجدي ّ الملامح ِ
غضا ً طريا
شذيَّ الروائح
كالياسمينْ

وإنّي أنا الليلُ
فيَّ الفراقدُ
ترسمُ وجهك بين النجوم ِ
تنيرُ ابتسامتكِ السرمديّة َ
فوق الحقول
حقول ِ المحبة
والأقحوان ِ المحمّل
أنفاس َ عـُشّاقِهِ بالحنين ْ

وإنّي _ أيَا بهْجة الصبح _
بعضُ الشتاء
وبعضُ الربيع
ونِصْف الوطن
أفتّشُ عنْ مقلتيك ِ الجميلة ِ


بيني وبيني
أبعثِرُني فوق خديك
عطرا
وأسقطُ من غيمة الحبِّ
فوقَ شفاهك ِ زهراً
وألثم ُ
كالنحل ُ ألثم
شَهْدَ الخـُلود
وأبْقِي عليَّ
ولا أستريحُ
لأصنعَ منّا
ونصفين إنّا
جميعَ الوطنْ

المصدر
http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5264